حكاية الابداع بين الماضي و الحاضر





حين تتحوّل الهواية إلى هوية، ويصبح الشغف طريقًا للتميّز، تولد أسماء لامعة تسكن ذاكرة الجمالهوازن، مصممة مجوهرات سعودية تبلغ من العمر 21 عامًا، بدأت رحلتها في عالم التصميم من حبّ صغير نما مع الوقت حتى أصبح رسالة تعبّر بها عن تراث وطنها، ورؤية مستقبلهابأسلوب يجمع بين الحداثة والهوية، تصمم هوازن قطعًا تروي قصصًا، وتبني علامة تعبّر عن الذوق السعودي بروح معاصرةفي هذا اللقاء، نقترب من ملامح رحلتها، ونكتشف حكاية اسم يستحق أن يُروى



في هذا الحوار، نقترب من عالم المصممة هوازن ، لنتعرّف على بداياتها، أسلوبها، ومفهومها للجمال،  

عرفينا عن نفسك؟

اسمي هوازن، عمري ٢٢ عام، بدأت رحلتي في عالم المجوهرات في سن مُبكر ، ما يميز تصاميمي هو الرؤية العصريةالتي تجمع بين التراث والإبداع في المجوهرات السعودية



تمكّنت هوازن، رغم صِغر سنّها، من إثبات مكانتها بين كبار المصممين خلال فترة قصيرة جداً. الإلهام الفريد الذي تحمله كان سبباً في تميّز كل قطعة تبتكرها. وفي هذا العمل، نُقدّم تصميمًا مستلهمًا من “ذا لاين” في نيوم، يجسّد روح الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية ورؤية المملكة المستقبلية





هل تحاولين دمج التصاميم التراثية مع العصرية؟ وكيف تتمكنين من إيجاد التوازن المثالي بينهما؟

إن الهدف وراء تصاميمي المستلهمة من التراث هو دمج الماضي مع الحاضر وإحياء التراث بطريقة عصرية

أجد التوازن المثالي بفضل الله، فالإلهام يظهر بصورة حديثة مهما كانت عناصره تراثية أو ثقافية



بتصميم يحمل فكرة استثنائية، تدمج هوازن القصائد الوطنية في عالم المجوهرات، لتجسّد من خلالها مشاعر الفخر والحب للوطن بأسلوب يجمع بين الإبداع والتميّز. فقد استطاعت هوازن أن تلفت الأنظار بروحها الفنية ورؤيتها المتفرّدة.


كيف ترين مستقبل تصميم المجوهرات التراثية في السعودية؟ وما هي رؤيتك للمساهمة في تطوير هذا المجال؟

بالنظر إلى مستقبل تصميم المجوهرات التراثية في السعودية، من المتوقع أن يشهد هذا القطاع تطورًا وازدهارًا كبيرًا.

تُعتبر المجوهرات التراثية من العناصر الثقافية الهامة التي تمتلك قيمة تاريخية وفنية كبيرة، وهي تعكس تراث المملكة العربية السعودية الغنيوالمتنوعبالإضافة إلى ذلك، قد يشهد قطاع تصميم المجوهرات التراثية في السعودية تعاونًا أكبر بين المصممين والحرفيين المحليين، حيث يتمدمج المعرفة التقليدية مع الابتكار الحديث.


بالنسبة لدوري في تطوير هذا المجال، يمكنني أن ألعب دورًا هامًا في تطوير الأفكار حول التصاميم الجديدة واستخدام التكنولوجيا فيتحسين التصميم والإنتاج.




رأينا لكِ تصاميم تعبّر عن مناطق خارج السعودية، مثل الكويت، وقد لفتنا تصميمك المستوحى من تراثها وبنيانها بطريقة أنيقة تعكس روحًا خاصة. ما الذي تمثّله لكِ الكويت؟

الكويت لها معزّة خاصة في قلبي، فهي وطنٌ قريب من الروح، وله مكانة غالية لدي فـ من خلال تصاميمي، أسعى لتحويل الجمال المعماري والثقافي في هذا البلد العزيز إلى قطع مجوهرات تعبّر عن الفخر والانتماء. أحب أن أُترجم مشاعري تجاه الأماكن التي أحبها بأسلوب راقٍ يليق بها، والكويت كانت واحدة من هذه الإلهامات التي شعرت بضرورة تخليدها بطريقة فنية، تحكي عن أصالتها ورُقيّها.


 ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين والمصممات الجدد في بداية مشوارهم؟

أنصح كل مصمم ومصممة بأن يصمموا بحب، وشغف، وأمانة… فهذه القيم ليست مجرد مبادئ، بل هي أساس النجاح الحقيقي. التصميم ليس فقط خطوطًا وأفكارًا، بل روح تُترجم على هيئة قطعة تعبّر عنك. الاجتهاد والنية الطيبة يفتحان لك الأبواب بإذن الله، ومع كل خطوة تتقدم فيها بشغف، تأكد أن هناك حلم ينتظرك أن يتحقق. لا تنشغل بالمقارنة، بل ركّز على تطوير ذاتك، وكن وفيًا لهويتك الفنية، فالتميّز يبدأ من هنا.

ختـاماً :

ما بين الحلم والعمل، وبين الشغف والهوية، تصنع هوازن خطّها الخاص في عالم المجوهرات، وتترك بصمة مميزة تعبّر عن الجمال السعوديبروح معاصرةفي كل قطعة تصمّمها، هناك قصة تُروى، وجذور تمتد في أرض الوطن، ورؤية تتّجه نحو المستقبل بثقة.

هوازن ليست مجرد مصممة، بل هي صورة من صور الطموح السعودي، حيث يلتقي الفن بالإصرار، وتتحوّل الأحلام إلى واقع من ذهب.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من عمر الزهور .. رتيل الشهري تتصدر مشهد التأثير السعودي

فرح العبادي .. صوت شاب يُعبر عن طموح الجيل الاردني في الإعلام الوطني