فرح العبادي .. صوت شاب يُعبر عن طموح الجيل الاردني في الإعلام الوطني
في مجلة أصيل، نؤمن بأن العمر ليس عقبة أمام الابتكار والمواهب و في عالم الإعلام الرقمي المتسارع
يبرز اسم فرح العبادي كإحدى أبرز الأصوات الشابة
التي استطاعت بحسها التقني وشغفها الفطري أن تمنح للمحتوى الرقمي نبضًا جديدًا
وللمنصات الرقمية تأثيرًا يمتد لما هو أعمق من مجرد حضور على الساحة الإعلامية
خلال هذا اللقاء في مجلة “أصيل”، نكشف عن المسارات واللحظات الحاسمة من رحلتها: الشغف الذي حركها منذ الصغر،
التحدي الذي واجهته بإطلاق “سراب سبورت”،
والدروس العميقة من العمل أثناء اليوبيل الفضي،
مروراً بتوازنها بين الدراسة والعمل، وانتهاءً بتأثير بيئة تمكين المرأة في الأردن على تطورها وإشراقها الإعلامي
بدايةً، نود أن نعود معكِ إلى البدايات: متى بدأتِ فعليًا رحلتك في الإعلام الرقمي، وكيف كان تأثير والدتك الإعلامية على هذا القرار؟
بدأت رحلتي الفعلية في الإعلام الرقمي عندما بدأت ألاحظ كيف يمكن للمنصات الرقمية أن تكون وسيلة للتأثير وصنع الفرق، وكان ذلك في سن مبكرة جدًا. لكن البداية الحقيقية كانت عندما قررت أن أطلق أول مشروع إعلامي خاص بي، وبدأت أمارس الإعلام بشكل عملي. تأثير والدتي، كونها إعلامية، كان حاضرًا منذ طفولتي—كنت أراها في الاستوديو، أتابع شغفها، وأتعلّم منها دون أن أشعر. وجودها في حياتي جعل الإعلام يبدو مألوفًا، وحتى طبيعيًا بالنسبة لي. دعمتني في قراراتي، وفتحت لي أبوابًا من الفهم والخبرة لا تُقدّر بثمن. يمكنني القول إنها لم تكن فقط مصدر إلهام، بل شريك في البدايات.
في عمر 14 سنة، أطلقتِ مجلة “سراب سبورت”
المتخصصة في الرياضة
هل شعرتِ أن هذا القرار كان أكبر من عمرك؟
أم كان لديكِ إيمان داخلي أن الشغف لا يُقاس بالعمر؟
ربما من الخارج بدا قرارًا أكبر من عمري، لكن من الداخل، كان لدي إيمان قوي بأن الشغف لا يُقاس بالسن. كنت في الرابعة عشرة، نعم، لكن كانت لدي فكرة واضحة ورسالة أردت إيصالها. الرياضة كانت عالمي، ومجلة ‘سراب سبورت’ كانت طريقتي في التعبير عن هذا الشغف. ولم أكن وحدي في هذه الرحلة—والدتي، كإعلامية، كانت سندًا كبيرًا لي. آمنت بقدرتي، دعمتني بكل الوسائل، وعلّمتني كيف أكون مسؤولة عن مشروعي من الفكرة حتى التنفيذ. وجودها بجانبي أعطاني دفعة قوية وثقة ساعدتني أتجاوز التحديات وأثبت نفسي رغم صغر سني
العمل مع جهة مرتبطة بالديوان الملكي خلال فعاليات وطنية كبرى مثل زيارات اليوبيل الفضي، لا شك أنها تجربة استثنائية، ما أبرز ما تعلمتِه من هذه التجربة؟
العمل مع جهة مرتبطة بالديوان الملكي خلال فعاليات وطنية كبرى مثل زيارات اليوبيل الفضي كان تجربة استثنائية بكل المقاييس. علّمتني الكثير على الصعيدين المهني والوطني. من أبرز ما تعلمته هو أهمية الدقة والانضباط والعمل بروح الفريق، خاصة عندما تمثلين إعلاميًا حدثًا يحمل رمزية وطنية كبيرة. كما أصبحت أكثر وعيًا بمسؤولية الكلمة والصورة، وأثرهما في تشكيل الوعي العام. هذه التجربة منحتني ثقة أكبر في قدراتي، وجعلتني أُقدّر قيمة أن أكون جزءًا من رواية وطنية تُكتب أمام الناس، و أوثّقها بعدسة إعلامية مسؤولة
كونكِ الأولى على دفعتك في تخصص الإعلام الرقمي، كيف تمكنتِ من تحقيق التوازن بين الدراسة والعمل في الميدان الإعلامي؟
بدايتي في الإعلام الرقمي لم تكن خالية من التحديات. في التوجيهي،
لم يحالفني الحظ في مادة الرياضيات، مما أعاقني من دخول التخصص مباشرة. لكن لم أسمح لهذا أن يوقفني. قررت أن أبدأ من خلال دراسة دبلوم في الإعلام الرقمي لأظل قريبًا من مجالي المفضل، ثم أعدت مادة الرياضيات، مما مهد لي الطريق لاستكمال دراستي في الإعلام الرقمي. هذه التجربة علمتني أن الإصرار والإيمان بالحلم يمكن أن يتغلبا على أي عقبة، وأن الطريق إلى النجاح ليس دائمًا مباشرًا، لكنه يستحق الجهد
برأيك، ما الدور الذي تلعبه الدولة الأردنية في دعم المرأة، وكيف ساعدك هذا الدعم على أن تتألقي في مجال الإعلام؟
الدولة الأردنية تلعب دورًا مهمًا في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف المجالات، ومنها الإعلام. من خلال التشريعات والمبادرات الوطنية، مثل تمكين النساء في المناصب القيادية وإتاحة الفرص لهن في الإعلام والصحافة، أصبحت المرأة أكثر حضورًا وقوة في المشهد الإعلامي. شخصيًا، هذا الدعم كان له أثر كبير في رحلتي الإعلامية، حيث منحني الثقة في نفسي وأتاح لي الفرصة للتطور والابتكار في هذا المجال. الشعور بأن هناك بيئة داعمة للمرأة في الأردن كان حافزًا لي لكي أُثبت قدرتي و أتألق، وأعلم أنني أُمثل نموذجًا نسائيًا قادرًا على التأثير والإبداع
في هذا اللقاء الخاص مع “ مجلة اصيل “ ، تأكّد لنا أن مسيرة فرح العبادي لم تُكتب من باب الصدفة، بل بفضل شغف بدأ مبكرًا، واحتضان أسري قوي، وعزيمة أردنية صلبة دفعتها لأن تكون صوتًا رقميًا مؤثرًا وواعيًا ، لقد حولت بدايات بسيطة إلى منصة إعلامية مؤثرة، وامتزج فيها الطموح بالانضباط الوطني.
ومع رؤيتها المستقبلية وإيمانها العميق بأن الإعلام الرقمي قادر على صنع التغيير، نعترف اليوم أن فرح ليست فقط إعلامية، بل سفيرة حية للجيل الجديد الذي يقدّم، يُبدع، ويغيّر برسالة واضحة، وإيمان أن العمر ليس إلا رقمًا حين يكون الشغف هو القائد.
نشكر الإعلامية فرح العبادي على هذا اللقاء الخاص مع مجلة “أصيل”، حيث شاركتنا قصتها المتميّزة التي تنسجم فيها المبادرة المبكرة، والدعم العائلي، والخبرة الإعلامية الوطنية نُعرب لها عن تمنياتنا بمزيد من التألّق والتميز، وأن تبقى نموذجًا يُحتذى فيه بقدرتها على التميز والإبداع في سماء الإعلام الرقمي
Farahalabbadiii @Aseelmagazin@
تعليقات
إرسال تعليق