من قلب جدة .. الفن يُعيد رسم المسار

 حينما يُصبح الفن أكثر من لوحة، 

ويتحول إلى تجربة، نعلم أننا أمام موهبة استثنائية 

الفنانة السعودية “ يارا الحارثي “ 

لم تختَر أن تضع بصمتها في إطار تقليدي، بل رسمت إبداعها على أرض الواقع وتحديداً على مضمار الفورمولا 1




من جدة إلى العالم، حملت يارا رسالتها الفنية بروح سعودية أصيلة، وأثبتت أن الفن لا يطلب إذنًا ليظهر، بل يفرض حضوره حين يأتي من قلب يعي، ويد تُبدع، ورؤية تؤمن أن الحدود لا تعني شيئًا أمام الشغف 



في عمل فني تفاعلي حي، استخدمت يارا الألوان كلغة بصرية تترجم نبض المدينة، وهمس الجمهور، وهدير المحركات لم تكن لوحتها مجرّد رسم، بل موجة من الإحساس تتحرك مع العيون، وتُقرأ كلما لامست الإطارات خطوط الطريق.



يارا تنتمي لجيل جديد من الفنانين السعوديين، 

الذين لا يرون الفن كزينة

 بل كأداة للتعبير، وللحديث عن الهوية، والطموح، والمكان.

تصميمها لحلبة الفورمولا لم يكن عملًا تجميليًا فقط، بل كان عملًا يحكي عن السعودية الجديدة، وعن حضور المرأة في كل ساحة، حتى أكثرها حدّة وإثارة.




اليوم، تأخذكم مجلة “أصيل” في رحلة خاصة مع الفنانة السعودية " يارا الحارثي "


نقترب من رؤيتها، ونكتشف كيف استطاعت بأناملها أن تحوّل المسارات إلى لوحات، والحلبات إلى قصة وطن مرسومة.

في هذه الرحلة، سنتعرف على جانب مختلف من الفن… 

الفن الذي ينبض بالسرعة، والهوية، والشغف




كيف كانت بدايتك في عالم الفن، ومتى شعرتِ 

أن هذا المجال هو طريقك الحقيقي؟


بدأت رحلتي الفنية خلال فترة الحجر أثناء جائحة كورونا، حين وجدت نفسي أتأمل تفاصيل الأشياء من حولي بنظرة مختلفة. شعرت برغبة داخلية في ترجمة هذه المشاعر إلى رسومات. لم أكن أعتبر نفسي فنانة حينها، لكن مع مرور الوقت والممارسة، أدركت أن الفن ليس مجرد هواية، بل أسلوب حياة ووسيلة عميقة للتعبير عن الذات. وعندما بدأت أرى أثر أعمالي على من حولي، أيقنت أن هذا هو الطريق الذي أنتمي إليه.


تصميمك التفاعلي على مضمار الفورمولا 1 جذب الأنظار، 

كيف وُلدت الفكرة؟

 وكيف تعاملتِ مع التحدي في تحويله إلى واقع؟


وُلدت الفكرة من تأملي لحلبة السباق، فقد ألهمتني خطوطها، زواياها، والطاقة الديناميكية التي تنبض بها. رغبت في تصميم عمل فني يجمع بين الحماس والسرعة المرتبطة بعالم الفورمولا 1، وبين عناصر من هويتنا الثقافية. التحدي الأكبر كان في كيفية تحويل هذا التصور إلى واقع ملموس وتفاعلي، فحرصت على أن يكون التصميم نابضًا بالحياة، يُحاكي حركة السيارات ويترك أثرًا بصريًا فريدًا لدى الجمهور






 الألوان في تصميمك كانت نابضة وجريئة، كيف تختارين ألوانك؟ وهل تحمل رمزية خاصة في كل مشروع؟


أنا أؤمن بأن الألوان ليست مجرد عنصر جمالي، بل هي لغة تحمل طاقة ورسائل خاصة. في هذا التصميم تحديدًا، فكّرت في كيف يمكن للمشاهد أن يشعر بالحيوية والحدة في آنٍ واحد. فالنهار، بألوانه الزاهية والمشرقة، يحمل طاقة وحياة، بينما الليل، بألوانه الغامقة والعميقة، يحمل قوة وحدّة. لذلك سعيت إلى دمج الحالتين البصريتين معًا، ليعيش المشاهد التجربتين في لوحة واحدة، ويشعر بالحركة والتنوع والانسجام في الوقت ذاته.



أخبرينا عن تجربتك مع “Artist Touch”، كيف بدأ المشروع؟ وكيف يعكس شخصيتك الفنية؟


بدأ مشروع “Artist Touch” كمنصة بسيطة أشارك من خلالها أعمالي، ثم تطوّر تدريجيًا ليصبح متجرًا فنيًا يضم تصاميمي الخاصة، ويجمع بين اللوحات والمنتجات ذات الطابع الإبداعي. هذا المشروع يمثلني كثيرًا، فهو يجمع بين البساطة والتميّز، .

من خلاله، أسعى لأن أُقرّب الفن من الناس، وأجعله جزءًا من تفاصيل حياتهم اليومية.


كيف شعرتِ عندما رأيتِ الجمهور يمرّ فعليًا فوق لوحتك على المضمار؟ وما الذي تركه هذا المشهد في ذاكرتك؟


كانت لحظة لا تُنسى، مزيج من التوتر والاعتزاز. أن أرى الناس والسيارات يمرون فوق عمل استغرق مني وقتًا وجهدًا كبيرين، كان شعورًا مهيبًا. ومع أول مرور على اللوحة، شعرت أن الحلم تحقق أمام عينيّ. تركت هذه التجربة في نفسي أثرًا كبيرًا، وعلمتني أن الفن يمكن أن يتجاوز حدوده التقليدية، ويعيش في أماكن غير متوقعة، ويصل للناس بطرق غير مألوفة.




يارا لم تكن مجرد ضيفة على صفحات “أصيل، 

بل كانت نافذة نطلّ من خلالها على طموح لا يتوقف،

 وموهبة تتجاوز الحدود، وثقة بأن المرأةالسعودية

 قادرة على أن تترك أثرًا حقيقيًا، أينما كانت.


شكرًا للفنانة " يارا الحارثي " على منحنا هذه الفرصة للحديث معها، ومشاركتها الفنية الملهمة التي نُشرت حصريًا في مجلة أصيل، والتي أكدت من خلالها أن الإبداع الحقيقي لا يُقاس بما نراه، بل بما نشعر به، وأن الفن حين ينبع من الانتماء، يصبح لغة تتحدث عن الوطن بصمتٍ مليء بالشغف.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من عمر الزهور .. رتيل الشهري تتصدر مشهد التأثير السعودي

حكاية الابداع بين الماضي و الحاضر

فرح العبادي .. صوت شاب يُعبر عن طموح الجيل الاردني في الإعلام الوطني